في يوم الثلاثاء السابع من يونيو الماضي، سألت الزميلة العراقية والصحفية المميزة مينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية، عن إعلاميين وباحثين عراقيين مستقلين، وجادين يمكن متابعتهم، والتعرف عليهم شخصيا، لفهم العراق الآن.
أرسلت لي الزميلة مينا اسم الباحث العراقي هشام الهاشمي، ومعرفه على تويتر، قائلة هذا صحفي مستقل تستطيع أن تفهم واقع العراق الآن من خلال متابعته، «وأخباره يمكن الاعتماد عليها».
وفي مساء الثلاثاء الخامس من هذا الشهر تم اغتيال الباحث هشام الهاشمي على يد مسلحين أمام منزله في بغداد، مما يعني أن الزميلة مينا، التي بكته قائلة: «خسارة كبيرة.. كبيرة.. كبيرة، تفطر القلب.. هو يمثل تيارا وطنيا لا إسلاميا ولا حزبيا»، لم تكن الوحيدة التي تعرف استقلاليته، بل كان مهتما بالشأن العراقي، كما يعني أنني لم أكن الوحيد الذي يبحث عن متخصص عراقي مستقل، بل حتى أعداء العراق من المليشيات الإيرانية.
والفارق بيننا، نحن الحريصون على استقلال واستقرار العراق، وبين القتلة، أبناء المليشيات الإيرانية، والإرهابية، هو أننا نبحث عن المستقلين العراقيين لنعرف العراق منهم، وندعمهم، بينما المليشيات كانت تبحث عنهم لتصفيهم جسديا، ليتسنى لهم الانفراد بالعراق.
لم أعرف هشام الهاشمي شخصيا، لكن عرفته، وعرفه العالم، كباحث جاد في شؤون الجماعات الإرهابية المتطرفة، والمليشيات. جدية الهاشمي لا تنكر بمحاربة داعش، والتنظيمات المتطرفة. وجدية الهاشمي، رحمه الله، لا تنكر بمحاربة المليشيات الإيرانية، والأحزاب المحسوبة على إيران بالعراق.
ولذلك فإن اغتيال الهاشمي لم يكن جريمة شخصية، بل محاولة اغتيال وطن كامل، محاولة اغتيال العراق الذي يحاول الاستقلال، ليكون دولة ذات سيادة. عراق لا حزبي، ولا إسلامي مسيس، ولا تابع لإيران، أو غيرها.
وقد يفلت قتلة الهاشمي من العقاب، لكن يجب أن لا تكون عقوبة مقتله بمثابة الحق الخاص، بل يجب أن تكون العقوبة هي انتفاض العراق ككل، ويكون اغتيال الهاشمي مولدا للتيار الوطني العراقي المستقل، حيث لا طائفة، ولا عرق، فقط تيار وطني.
صحيح أن الهاشمي كان مقربا من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لكن ما حدث ليس شخصيا، ولذا فإن الرسالة لرئيس الوزراء العراقي، ومن كل عربي محب للعراق هي أن مقتل الهاشمي يجب أن يكون لحظة ولادة التيار العراقي الوطني.
دولة الرئيس، اجعلها لحظة ولادة التيار الوطني العراقي، تيار لا حزبي، ولا إسلامي، تيار يحب، ويخلص، ويتفانى من أجل العراق، حينها سيكون ذاك العراق الذي يتمناه العراقيون، وجيران، ومحبو العراق، وأهله.
رحم الله الدكتور هشام الهاشمي رحمة واسعة.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
أرسلت لي الزميلة مينا اسم الباحث العراقي هشام الهاشمي، ومعرفه على تويتر، قائلة هذا صحفي مستقل تستطيع أن تفهم واقع العراق الآن من خلال متابعته، «وأخباره يمكن الاعتماد عليها».
وفي مساء الثلاثاء الخامس من هذا الشهر تم اغتيال الباحث هشام الهاشمي على يد مسلحين أمام منزله في بغداد، مما يعني أن الزميلة مينا، التي بكته قائلة: «خسارة كبيرة.. كبيرة.. كبيرة، تفطر القلب.. هو يمثل تيارا وطنيا لا إسلاميا ولا حزبيا»، لم تكن الوحيدة التي تعرف استقلاليته، بل كان مهتما بالشأن العراقي، كما يعني أنني لم أكن الوحيد الذي يبحث عن متخصص عراقي مستقل، بل حتى أعداء العراق من المليشيات الإيرانية.
والفارق بيننا، نحن الحريصون على استقلال واستقرار العراق، وبين القتلة، أبناء المليشيات الإيرانية، والإرهابية، هو أننا نبحث عن المستقلين العراقيين لنعرف العراق منهم، وندعمهم، بينما المليشيات كانت تبحث عنهم لتصفيهم جسديا، ليتسنى لهم الانفراد بالعراق.
لم أعرف هشام الهاشمي شخصيا، لكن عرفته، وعرفه العالم، كباحث جاد في شؤون الجماعات الإرهابية المتطرفة، والمليشيات. جدية الهاشمي لا تنكر بمحاربة داعش، والتنظيمات المتطرفة. وجدية الهاشمي، رحمه الله، لا تنكر بمحاربة المليشيات الإيرانية، والأحزاب المحسوبة على إيران بالعراق.
ولذلك فإن اغتيال الهاشمي لم يكن جريمة شخصية، بل محاولة اغتيال وطن كامل، محاولة اغتيال العراق الذي يحاول الاستقلال، ليكون دولة ذات سيادة. عراق لا حزبي، ولا إسلامي مسيس، ولا تابع لإيران، أو غيرها.
وقد يفلت قتلة الهاشمي من العقاب، لكن يجب أن لا تكون عقوبة مقتله بمثابة الحق الخاص، بل يجب أن تكون العقوبة هي انتفاض العراق ككل، ويكون اغتيال الهاشمي مولدا للتيار الوطني العراقي المستقل، حيث لا طائفة، ولا عرق، فقط تيار وطني.
صحيح أن الهاشمي كان مقربا من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لكن ما حدث ليس شخصيا، ولذا فإن الرسالة لرئيس الوزراء العراقي، ومن كل عربي محب للعراق هي أن مقتل الهاشمي يجب أن يكون لحظة ولادة التيار العراقي الوطني.
دولة الرئيس، اجعلها لحظة ولادة التيار الوطني العراقي، تيار لا حزبي، ولا إسلامي، تيار يحب، ويخلص، ويتفانى من أجل العراق، حينها سيكون ذاك العراق الذي يتمناه العراقيون، وجيران، ومحبو العراق، وأهله.
رحم الله الدكتور هشام الهاشمي رحمة واسعة.
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com